Sunday, March 30, 2008

خلف الستار


أسدلت ستارا على صفحات مطوية

و نسيت الماضى

أيقنت أن فى العمر بقية

من خلف ستارى خيالات شبح

كان أنا

تركتنى و مضيت قدما

أقسمت لأتغيرن حتما


لن أعرف سوى حلم جديد

لونه لا يعرفه أحد

و مضيت على غير هدى

متبعثرة..مترددة

على بستان زهر

كقطرات الندى

نظرت لسمائى الملبدة

أنتظر الغيث

خطوات واثقة

علامات مؤكدة

آثارا باقية

و ذكرى خالدة

Saturday, March 22, 2008

Tuesday, March 11, 2008

الظاهر

مرة أخرى فى سياق أدبى رائق ,يعود لنا باولو كويليو فى محاولة لبلورة فكرة " الحب" كاطار عام لرواياته
" الظاهر"
فكرة ذات أصل عربى قديم, تعنى الفكرة المسيطرة التى بقدر افتقاد الانسان لها بقدر تمسكه بها,فيصبح الظاهر الخفى فى ذات الوقت

تحكى الرواية عن الكاتب الذى رحلت عنه زوجته بعد عشر سنوات من الزواج دون ابداء الأسباب, مما يزيد حيرته و ألمه ,و تنتابه حالة من التعايش الدائم مع ذكراها , فتصبح بغيابها " ظاهره" , فلا مفر من البحث عنها و خلال رحلة البحث نبدأ معه رحلة اكتشاف " الظاهر"

فى الرواية رؤية متكاملة لفكرة " الظاهر" تتضح فى محاور ثلاث

الظاهر الايجابى " الشغف
يرسم كويليو صورة للظاهر الايجابى , بمعنى الشغف , يتضح ذلك من خلال تبنيه لفكرة حب زوجته الذى يصل الى درجة الشغف , و هى من درجات الحب القصوى , فلا يقصيها عنه شيئا , سواء الصحبة و الرفيق أو المرأة الحنون المحبة.لا يشغله عنها عمل و لا سفر . فقد تملكت كل ذرة من تفكيره و أصبحت أصل لكل قديم تذكره و كل جديد استحدثه فى حياته
.
لا يسمح كويليو لتلك الصورة الا أن تظهر بشكلها الايجابى البناء..المؤلم كثيرا ..الميؤس منه أحيانا ..الا أنه ليس بالظاهر المفسد المدمر لصاحبه, و المؤدى لهلاكه
.
من خلال " رحيل الزوجة" بوصفه "الظاهر" فى الرواية , نجد أن لكل من الزوجين ظاهره الخاص. فهو " كاتب" تشغله رواياته ..و هى رحلت من أجل أن تلبى نداء الظاهر الخاص بها أيضا لتصبح " مراسلة حربية

طاقة الحب لدعم الظاهر

الحب عند كويليو هو الحياة , يفسر الحب فى هذه الرواية على أنه طاقة هائلة تدعم الظاهرفيزداد ظهورا ووضوحا و يصبح حقيقة جلية.
نجد أن حبه الشديد لزوجته على الرغم من خلافاتهم الكثيرة الا أنه كان سببا فى شهرته ككاتب , ويحقق فى حياته ما يملأ عقله و قلبه شغفا و
هى الكتابة.كما أنها كانت سببا فى اصابته بأعراض " الظاهر" لتمتلك هى وحدها عقله و قلبه مرة أخرى باختفائه
ا.
و فى خلال بحثه عن الزوجة, تصاحبه صديقة محبة , نرى فى هذا الحب معنى العطاء , لتصبح هى مصدر تجديد تلك الطاقة الدافعة بقوة نحو "الشغف

من أين البداية؟

بالاجابة على هذا السؤال تبدأ بداية الشفاء من " الظاهر" و بدلا من رحلة البحث المليئة بالحيرة و الغموض و الاستفهام, تبدأ رحلة الشفاء المليئة بالثبات و الوضوح و الأمان
...
يبين كويليو أن لكل فعل "محرك " هو المسؤل عن اعطاء الدفعة للقيام بانجاز ما . هذا المحرك يكون عادة بمثابة القشة التى تقصم ظهر البعير. غير أن القشة لا تلبث الا أن تكون محملة بارادة الانسان التى فى سبيلها تذلل الأشياء فتطيع و تخضع له , تتحد ارادتها مع ارادته و تعينه فى انجاز عمله
.
يرمز كويليو لهذة الفكرة بمثال السهم و القوس, فلا تعلم متى تحددت ارادة الانسان ليبدأ بفعل الرمى . و هنا يذكرنا بقول الله تعالى " و ما رميت اذ رميت و لكن الله رمى" ."صدق الله العظيم

ثم يعود موضحا أن هناك الكثير من الافعال تفقد " محركها" فلا تعرف من أين بدأت , و لا كيف أو متى. و المقصود هنا التقاليد و العادات و الموروثات القديمة التى يحق لنا اعادة النظر فيها غير اننا عادة ما نهمل ذلك .و يضيف أن صنع البداية , بداية أى فعل فى اتجاه " الظاهر" يأتى بترك الماضى الشخصى , و قيوده المؤلمة , و البداية تكون بالتحلل منه و اختلاق أفعال وليدة جديدة ...كلما زادت كلما اقترب الهدف الذى لا يأتى الا بعد المعاناة.و هنا نجده يستفيض فى شرح معاناته فى الكتابة , كفعل لا يأتى الا بعد ازدحام رأسه بالأفكارلتخرج فى النهاية رواية تعبر بدقة عما يريد أن يقوله
الظاهر رواية لا تدرك متعتها الا بخوض التجربة ,تجربة البحث عن الشغف الانسانى ,ادراكه و تجسيده
فهى حالة كاملة من الخلاص الروحى و النفسى و الانسانى
.