Thursday, January 29, 2009

فى بلدى البنات


فى جلسة مع مجموعة من الصديقات, و أكرر "الصديقات" , دار الحوار حول السفر
و بالتحديد الهجرة الى الخارج
كان من الطبيعى أن يدور مثل هذا الحوار بين أى جماعة من الشباب فى هذا البلد المسن, الذى على رغم من كثرة شبابه و أطفاله الا أن قلبه أصيب بجلطة, امتدت الى شرايينه فتصلبت تماما و أقعدته فى غيبوبة..أما الغريب فهو أن تكون الهجرة حلم للبنات أيضا
....
بعضهن بدأن بالفعل فى اتمام اجراءات الهجرة من أجل حياة أفضل , و البعض الآخر يخاف من أن يعامل معاملة من الدرجة الثانية , على اعتبار اننا فى بلادنا نحظى بمعاملة من الدرجة الأولى لكل الطبقات على حد سواء
!!!
من وجهة نظر مليئة بالرومانسية , أصر بعضهن على البقاء فى هذا البلد , لشمسها
و نيلها ...فقوبلن بسيل من المقارنات بين النيل, هذا الشريان الأخضر البائس ,و شلالات نياجرا المتدفقة العفية , بين شمس مصر الحارقة و صحرائها الجافة
و جبال أمريكا الخضراء التى تسقى العيون بحقيقة الألوان
...
أعود للمنزل و لا تشغلنى المقارنات كثيرا , لا يبهرنى الجمال خارج أرض مصر , لا أعرف لذلك سبب , أنه حب لمصر , و لا حاجة لتفسير الحب...بحسبه أنه حبا ...دون البحث عن الأسباب
....
يصلنى جواب من هيئة السكك الحديدية الفرنسية , فتذكرت على الفور يوم زيارتى للعاصمة الفرنسية باريس و قد تأخر القطار فى العودة لمدة ساعة , و فى هذه الحالة يخطرون المسافرين بمدة التأخير قبل حدوثه و أسبابه مع تقديم الاعتذار اللازم
فيظن المصرى (مثلى ) أن هذا هو قمة الاحترام حيث تعامل كانسان له حقوق مثل ما عليه من واجبات
الا أن الاحترام هناك يتعدى حدود الأدب و الشكليات فاذا به يتمثل فى عقوبة تلتزم بها الشركة فى حالة الـتأخير بأن يتم تقديم خصم للمسافر على أى تذكرة فى اى رحلة مقبلة , و هذا الخصم سار لمدة عام كامل
تذكرت اعجابى بالفكرة و بجدية التطبيق , و بتحويل قلق المسافرين و تذمرهم الصامت الى صبر و تعاون و احترام للشركة الراعية للقطارات الفرنسية
تذكرت ذهابى الى صندوق البريد بعد أن وضعت عنوانى فى مصر و أنا على يقين من أن هذا العرض سار فقط على المقيمين فى داخل البلاد و ليس على الأجانب أيضا , أما أن يصلنى شيك بقيمة التخفيض مصحوبا بجواب اعتذار بتوقيع من رئيس الشركة هذا هو ما لا يتصوره خيالى , خيال المواطن المصرى العادى ..الصبووووور ....المهااااااااااااود
......
لا يمثل هذا الخطاب احتراما لشخصى المتواضع و لا لبلدى النامى و لا لحقى كانسان
و انما هو احترام الشركة لذاتها و لما تمثله من انتماء لأرضها
هذا الخطاب أثار بداخلى شعورا بالغيرة على مصر, أغير عليها من فقدان شبابها لانتمائهم لها ...فيتحدثون عنه كأنه شعارات, لا وجود له على أرض الواقع
و السؤال هو, من أين لبلدنا بمن يتمسك بالأرض, بصرف النظر عن الحاكم و الشعب , من أين له بمن يقدم احترامه للأخرين نابعا من احترامه لذاته و لوطنه و أرضه ؟ ... ان هذه الشعوب المتقدمة حققت هذا على أرض بلادهم بعد أن دفعوا ثمنا غاليا من الحروب
و الدماء , عرفوا قدرالحياة, كان التعايش فيما بينهم قرار , و المصلحة العامة اتفاق
أما نحن فكيف لنا بأن ننعم بما انتهوا اليه و لم يكن لنا يد المشاركة فيه ؟؟ ...و كيف لبلادنا أن تصل لذلك دون ارادة
أبنائها و استعدادهم لدفع حياتهم ثمنا لذلك ؟؟...أم أن الحياة أغلى من أن تهدر فى محاولات فاشلة لايقاظ هذا الوطن ؟

2 comments:

Mary Rezk said...

I am one of the girls that want to immigrate , this doesn't mean that I don't love my country, no I love Egypt very much , I love the people, I love the Society , I love the streets... everything in Egypt

Redzo said...

we are evolving ... But to the worst. we are getting none of our recent description (el ged3an - el tayyebeen - el alb el abyad - el ebtesama ... ) Tab we ba3deen , rabbena yostor