Tuesday, January 19, 2010


أستيقظ صباح اليوم على حلم غير تقليدى ...”

فأنا فى منزل جيراننا أسمع أمى تطمئن على ابنة جارة أخرى لتطمئن على صحتها بعد اصابتها بأنفلونزا الخنازير و ذهاب الطفلة الى

الحضانة...كانت أمى تحذر من خطورة الذهاب الى الحضانة قبل التأكد من تمام الشفاء...و فى تلك الأثناء يعلو صوت أوباما من التلفزيون فى خطاب له معلقا على كارثة زلزال هاييتى ...
- Your biggest enemy is a neighbour that u didn't cure
لأستيقظ و صوت أوباما فى أذنى بنبرته الحاسمة الآمرة المحفزة
فنهضت بدورى أبحث عن العلاقة الغريبة بين الجار و العدو و اذا بها تبدأ من اللغة العربية
!!!!
تعنى كلمة جار فى اللغة : مال و عدل عن الطريق أو القصد
الجور فى الحكم فهو : الظلم.
يقال جار عليه فى حكمه فهو جائر
أما أجار فتعنى حماه و أنقذه
و جاورتعنى لاصق فى السكن
واستجار تعنى استغاث و لجأ
استجار بفلان أى سأل فلان أن يؤمنه و يحفظه و فى القرآن الكريم : و ان أحدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون
.
لا شك أن اللغة العربية لغة شديدة البلاغة بجمعها حروف واحدة فى المعانى المختلفة , و لكن اذا بترايط قوى بين تلك المعانى ..بين الجار و العدو , بين الاحسان اليه و الأمن منه , بين حمايته و حمايتك ...
العدو هو الجار الذى لم تتأكد من شفائه " مقولة أوباما " المذاعة على الهواء فى خطاب أمام العالم لأسمعها فى الحلم و أتساءل ...من هو الجار المريض ؟؟
أهوعشوائيات القاهرة , عششها المتراكمة و صخور دويقتها المنذرة بكارثة كل حين أم هو صعيد مصر و قد تعرض لسيول جارفة تكشف عن معاناته و اهمالنا له ..
أم الجار هو غزة المحاصرة و هى فى الأصل فلسطين المشتتة و صرنا نختصر مأساة السنين فى شريط حدودى نبنى بيننا و بينه جدار لدواعى أمنية ؟ أم هو السودان ؟ أم ليبيا ؟ أم الجزائر ؟؟

....
قال الله تعالى : َاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا .صدق الله العظيم

.
و عن حقوق الجار علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عندما سأل فقال : أتَدْرون ما حقّ الجار ؟ قال : إذا استعان بك أعنته ، وإذا اسْتنْصرَك نصرْتهُ ، وإن مرضَ عُدْتهُ ، وإن أصابهُ خيرٌ هنَّأتهُ ، وإن أصابتهُ مصيبةٌ عزَّيْتهُ ، وإن مات شيَّعْتهُ ، ولا تستطل عليه بالبناء ، فتحجُب عنه الرّيح إلا بإذنه ، وإن اشْتريْتَ فاكهةً فأهْدِ له منها ، فإن لم تفعل فأدْخِلها سرًّا.صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.

No comments: