Tuesday, February 5, 2008

مصر بتلعب

شعار الحملة التشجيعية لبطل الكأس الأفريقى الذى تروج له الشركة الراعية للبطولة ,نعم شجع شجع ...مصر! مصر بتلعب
!
لا أخفى شعورى بالحماس كلما سمعت هذه الجملة ..مصر بتلعب..شعورا يذكرنى بالجملة الشهيرة التى كررها ضباط المخابرات المصرية لرأفت الهجان " مصر أمانة فى رقبتك" ... " و أنا رقبتى سدادة" ...و كلنا رقابنا سدادة اليوم...نشجع..نهتف...نذهب الى المقاهى حيث الشاشات العملاقة التى تعرض المباريات بالتعليق باللغة العربية
لصاحبها المحتكر العربى المعروف
..
ليست هذه المقارنة استنكارية ...فلا أرفض اطلاقا أن تلعب مصر ...لكنى أرفض أن يكون كل هذا النجاح..و الحماس و التشجيع عندما فقط تلعب مصر
!!
لفت نظرى لهذه الفكرة سلمى..طفلة صغيرة لا تتعدى الثلاث سنوات ..أرادت أن تسمع أغنية شجع شجع مصر...أجبتها بأننا لا نستطيع سوى أن ننتظر الاعلان لنسمعها ...كانت هى من ملىء حماسا و أراد أن يحتفظ بهذه الحالة ..فهى لن تتابع مباريات الكرة بأى حال ...تماما كما كنت أحب سماع "قلنا حنبنى و آدى احنا بنينا السد العالى " ...و لم يكن السد فى ذاته يعنى لى الكثير...لكنه الحشد ...التحفيز...الدفع الى
الأمام
...
الحشد حالة استثنائية تحدث للوصول بمعدل الطاقة الطبيعى الى درجاته القصوى. أحسست بهذه الحالة عندما كنت أمارس عملى فى يوم مربك من تلك الأيام التى انقطع فيها كابل "الدى اس ال "الموصل للانترنت ..و لولا أنى أعمل فى شركة اتصالات عالمية لكنت فى أجازة فى تلك الفترة حيث العمل يعتمد على سرعة خدمات هذة الشبكة العملاقة. و لكننا اضررنا للعمل و جميع قواعد البيانات مصابة بالشلل التام
أعجبتنى حالة الحماس اللتى أصابت الموظفين بدلا من الخمول و التقاعص عن أداء الوظيفة... تجلت روح الفريق فى أروع صورها لانجاز أقصى ما يمكن ...الى أن تعود الأمور لحالتها الطبيعية
حالة عادة ما تتسم بالحماس..و التوتر..والمرح ..مما يجعلها استثنائية ...كتلك التى تحدث عند انقطاع التيار الكهربائى ...فيتجمع كل أفراد الأسرة حول شمعة مضيئة ...فلا تجعلهم يرون غير أعينهم الخائفة فى الظلام و سرعان ما يبدأ الهمس و يعلو الضحك و تتوالى الحكايات ...و تصبح لحظة انقطاع التيار الكهربائى هى لحظة امتداد للتيار الانسانى و التواصل الأسرى
أعود بالذاكرة الى حملات مصر" يا ترى ايه حملاتك يا مصر؟

البلهارسيا " ادى ضهرك للترعة
" مكتبة الأسرة "القراءة للجميع
...
محو الأمية ... " اتعلم اتنور

تنظيم الأسرة... "اسأل استشير
...
مستشفى سرطان الأطفال"اتبرع ولو بجنيه"...و أخيرا "الضرائب مصلحتك
...

لم أشعر فى أى من تلك الحملات بالحشد و الحماس ...السؤال هو لماذا؟

ربما لأن البلهارسيا مرض انتشر فى مصر فى عقود ماضية ..و بعدها لم نملك سوى الجمع من المواطنين لبناء مستشفى لأطفال مصر
!!!أهذا حشد؟
و ربما لانعدام الاحصائيات و المعلومات فى حملات القراءة للجميع,واتعلم اتنور...لو كانت حملات حاشدة لكنا فى ارتفاع مستمر لمستوى الثقافة للقاعدة العريضة من المجتمع المصرى

و الأرجح أن الحملات غير موجهة نحو آلا م هذا الشعب و مشاكله الحقيقية...نريد حملة ...شجع شجع مصر...شوارعها نظيفة..مصر
شجع شجع مصر...الكل ليه مسكن...فى مصر
شجع شجع مصر...مواصلاتك سهلة...فى مصر
شجع شجع مصر...القطار... مصرى و المصنع... مصرى !!!شجع شجع....مصر!

5 comments:

نداء said...

عندك حق في كل الكلام ده وانا بتفق معاكي
بس هو ده حال الشعب المصري

Unknown said...

It's all about faith!
el naas 3andaha amal en masr teksab...for them, it's a dream that can come true..
El nas 3arfa en el noor hayigui and the darkness is temporarly there, fa yalla nshaga3 nafsena till it comes..
laken el naas fakda el theka en el naas tet3alem wen7areb el marad wel fasad yemoot...hatgeeb el 7amas meneen :( they shouldn't loose it anyway...bas sa3b 3alihom yata7amasso l 7aga mosh mo2meneen 2enaha momken te7sal...ghalat da...bas ma2darsh 2a2ool gheer men elli beyshufuh...3azrahom.

Samia said...

WOOOOOOOOOOW ya sassou .. guess wut ?? fehmt el post !! .. and guess wut ?? i like it aloooooooooot .. and totally agree .. and love that u noticed all the events and linked them all together .. !

عمرو عزت said...

رائع !
ما تتحدثين عنه هو بناء الروح " الوطنية " الحقيقة , روح جماعة تعمل و تحلم و تتضامن .
افتقاد هذه الروح جعل الوطنية تظهر في أشكال و معان رديئة, منها أن تعاطفنا ينتهي عند الحدود الدولية المرسومة و الذعر من تجاوز الفلسطينيين لحدودنا و التباكي على سيادة منتقصة أصلا .
أو تظهر في الأشكال السهلة التي لا تتطلب أي جهد , اللهم إلا شراء عمل و تلوين الوجه و الذهاب إلى المدرجات أو الوجود أمام التليفزيون في الموعد المحدد .
لا أنكر بهجة ذلك و حق الناس في التمت بهذه البهجة , و لكن أن تتحول كلمات " الوطن " أو " مصر " إلى مثيرات سخرية في الحديث الجاد , بينما تتحول لشيء هام في كرة القدم .. هذه هي المشكلة .
أتفق مع يمنى عاصم في أن افتقاد الأمل و عدم الاعتقاد في الفاعلية سبب رئيسي لغياب هذه الروح .
دائما في البداية لا مفر من أن تبذل مجموعة مبادِرة جهدا مضاعفا و تضحيات أكبر, إيمانا و أملا, و عندما يبدو الأمر جديا و واعدا لا أشك أن كثيرين سينضمون لأصحاب الجهد الصادق و الفكرة المبدعة العملية .

sousou said...

السلام عليكم
نداء,مش عارفة ليه فى جمل كدة اتعودنا عليها و سلمنا بصحتها ,هو ده حال الشعب المصرى !!!!لا أتفق معك ...ليه ما نقولش انه هو ده الواقع لكننا نريد تغيييره ,و أول ما يمكننا أن نبدأ به هو القدرة على الحلم و التحلى بالايمان
أيوة يا يمنى , الايمان زى ما قلتى ,انت بتلتمسى العذر للناس ,لكن ايه العذر ,للمسؤولين؟؟بلاش المسؤولين.... لشركات الدعاية و الاعلان التى تنظم حملات اعلانية بنبرة تقليدية لا تصل للناس عندما تكون الحملة عن مشروع قومى,أداء واجب يعنى
أشكرك يا عمر على التعليق ,أيوة الروح الوطنية الحقيقية ,الغريب انها موجودة و بقوة فى قلوب المصريين رغم كل الظروف ,رغم الألم و الانحياز الواضح للغرب الا ان مصر غالية بجد علينا , تستاهل نكون أحسن عشانها,و عشان كمان احنا فعلا بنعرف و نقدر نبقى أحسن
carnation
معايا برضو و لا ايه؟ مش شايفة اننا بنعرف نبقى أحسن ؟

احناعندنا أزمة ايمان

!!!!