Sunday, February 17, 2008

أفلام الايمان


شاهدت منذ أسبوع فيلم " موسيقى القلب" للرائعة" ميريل ستريب ",الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية لأم تتعرض للانفصال بعد أن تركها زوجها ترعى طفليها ,فتضطرها الظروف للعمل فى مدرسة حكومية فى حى فقير كمدرسة للموسيقى و بالتحديد آلة الكمان التى علمتها لطفليها , تقبلها الناظرة على مضض , فى ظل رفض صامت من الزملاء المدرسين و أهالى الطلبة الذين لا يرون للموسيقى أولوية تعليمية


يتحدث الفيلم عن معاناة الأم فى رعاية أسرتها بعد الانفصال معتمدة بشكل أساسى على ايمانها بأنها تستطيع حماية أولادها من تلك الظروف القاسية التى يمرون بها فى غياب الأب عن تحمل عبء المسؤلية, بالاضافة الى ايمانها بأهمية درس الموسيقى الذى تقدمه لهؤلاء الأولاد من الأسر الفقيرة و الأقليات الأمريكية من الزنوج أو ذوى الجذور اللاتينية



على الرغم من الرسالة الهامة التى يحملها الفيلم بشكل مباشر أو غير مباشر من الموسيقى كعامل أساسى فى الحياة و ليس من دواعى الرفاهية, و الانفصال و تأثيره فى تفكك الأسر و ألم الأطفال بدون ذنب, وتلك القوة الكامنة بداخل كل امرأة التى تجعلها قادرة على الاستمرار و تحقيق ما تريده من سعادة و نجاح فى الحياة بدون الاعتماد على الشريك , بالاضافة الى لفت الانتباه للأحياء الفقيرة المليئة بالنوابغ لكنهم يعانون من ظروف قاسية تعرقل مسيرتهم كل يوم...على الرغم من كل تلك القضايا الهامة التى يعرضها الفيلم الا أن أهم ما يعرضه هو قضية الايمان

!!!
مرة أخرى الايمان, و بقوة يجعل من هذه المدرسة المكافحة بطلة فى صراعها مع الهيئات التعليمية التى ألغت فصلها الدراسى بعد تخريجه لدفعات من الشباب المؤمن بالموسيقى و الشغوف بها , تلك المعلمة التى بدأت برفع شعار
" أى انسان يستطيع عزف الكمان" تعرضت لضربة ليست فقط تهدد مصدر رزقها و أولادها , لكن و الأهم أنها تهدد ما آمنت به و سعت لارساءه فى نفوس التلاميذ بالحى الفقير. و هنا لا يظهر من جانبها غير الثبات و الاصرار على المبدأ, أما حل المشكلة, فيأتى بسيطا سهلا بعد أن تتحول كل
الظروف لصالح قضيتها
و تتحقق المعجزات فتجعل الحلم حقيقة...الحلم ...الأولاد يعزفون مقطوعة "باخ" الشهيرة بالاشتراك مع كبار عازفى

الكمان المحليين و العالميين...فى أكبر مسرح موسيقى و تباع التذاكر للجمهور و يقام الحفل فى موعده ...و تقام حملة اعلامية لمساندة قضية المدرسة....!!! هذا هو الحلم....نجده يتحقق...
الحلم أن تقوم ممثلة عالمية " ميريل ستريب" بتجسيد دور المعلمة ,لتصبح قضيتها رسالة سينمائية للعالم بأسره...نجده يتحقق فى فيلم من روائعها " موسيقى القلب

!!
فى مصر مكافحون كل يوم , و عندما التفتت السينما المصرية لهم وجدنا أحمد زكى, بفيلم "النمر الأسود" نموذج الفيلم المصرى المأخوذ عن قصة كفاح مصرية مفعمة بالايمان و الثبات و الارادة...
لا أذكر فيلما آخر مماثلا , و لا أقصد أفلام السير الذاتية ,فنذكر منه
ا
الناصر 56" و"السادات" و أخيرا " حليم " لأحمد زكى ,
و لكن ما أشير اليه هى أفلام الايمان, المأخوذة عن قصص كفاح حقيقية , لأناس عادية, أفلام "تحريضية " على النجاح ...على الثبات...على الايمان


و بالعودة الى الموسيقى , محور الفيلم الأساسى,فنجد فى مجتمعنا خلط فى معناها, فى رسالتها , و بالتالى فى انمائها هناك من يحرمها ..و هناك من يشوهها ..و هناك من لا يقدرها ..و هى بالأساس نغمة للحياة


أتذكرالأن مشهد ذلك العجوز المتسول فى شوارع المدينة الفرنسية " نيس" الذى ظل يعزف مقطوعات على آلة الأكورديون الى أن أصفق له وأعطيه " اليورو" ...و أذكر ذلك الرجل الذى تعطل محرك سيارته فوقف بجانبه يعزف له ليذهب عنه التوتر ...و أتساءل لماذا فى القاهرة يطاردنى فى الشارع من يتظاهر بمسح السيارة؟ أو أنه أفسح لى الطريق و يطالبنى بعدة جنيهات؟؟ شباب فى قمة النشاط , ضاع منه الهدف أوحتى الايمان بوجوده أصلا.. ووجد طريقا سهلا للتسول المشروع

!!!!

الفيلم " موسيقى القلب" ,هو من تلك النوعية من الأفلام ...أفلام الايمان

كان باعثا لتلك الروح المؤمنة...لتلك النفس الثابتة...لذلك القلب النابض بالأمل

1 comment:

Babyblue said...

aaaaah ya Sousou!! wennaby mat2aleby 3alaia mawage3el sha7ateen fee France :(
eh da!!! eh daaaaaaaaaa!!!
begad ana kont el sob7 lama ala2y el sha7ateen bye3zefo fel metro kont "directement" 2alay smile mn el wedn lel wedn invaded my soul!
Lama get hena, gebt CD player w stereo and i wake up everyday listening to music while i get dressed ... mesh adra 2a2olek 3al rawa2an elly bab2a feeh for the rest of the day!
like bob Marley said: light up the darkness!