Tuesday, May 13, 2008

العمر واحد, و الرب واحد,و" الهم المصرى" واحد

لا أعلم ما سر حالة التفاؤل المتزايدة التى تصيبنى هذه الايام , و ان كنت بطبعى متفائلة , الا ان أحوال مصر الاخيرة تزيدنى تفاؤلا يوما بعد يوم
جعلت أبحث وراء السبب , فاذا به الاشتراك فى الهم!!! نعم , كلنا أخيرا , نحن المصريين أصبحت تجمعنا نفس المشكلات , نعانى منها بنسب
متفاوتة , لكننا نجمع على نفس الهم
العام , ما يشغلنى هو نفس ما يشغلك , ان كنت تعانى من الغلاء , فكل مصر تشاركك معاناتك , أغنيائها و فقرائها كلنا نعانى أزمات مزمنة: المرور, التعليم , الصحة , والأمن ...اتفقنا أخيرا على أن ما وصلنا به من حال قد تجاوز السىء و
الأسوء
لم يكن" الهم"هو أول ما يجمع المصريين , فقد اجتموا منذ سنوات ثلاث على ارادة التغيير
و ان لم نتوصل بالفعل الى تحقيقه , لكن الارادة واحدة و الهدف واحد
على النقيض من ذلك , فان المشهد اللبنانى الحالى, مخيف و مرعب, تحت سماء ملبدة بالتيارات و الأهواء و النزاعات. فتنة توشك أن تندلع, و لا يكاد يتفق اثنان على رؤية جديدة للبنان ما بعد الحرب
.
الحمد لله , الاشتراك فى الهم و مشاركته ,اقتسامه, أو حتى شرب نخب التغيير فى
كؤوس " من نيلها" خير من الفتنة , و الفتنة أشد ..أشد من القتل
!
الحمد لله , فى مصر ان شاء الله آمنين , نقولها لأخواننا العرب بعد أن قامت السفارات العربية بترحيل رعاياها من لبنان , لتصاعد الأوضاع هناك , مصر و ان تخلت عن دورها , فهى ,دائما ابدا, قلب المنطقة , لا شك فى أن التغيير فى مصر يمد بظلاله على كل البلدان العربية, ان كان خيرا فخير , و ان كان شرا فشر
.
الحمد لله الذى وهبنى على الكبر , اسماعيل و اسحق"...رددها الشيخ المنشاوى و أنا فى غمرة تفاؤلى بالهم المصرى.عجبت لاتفاقنا فى حال الحمد, أنا و سيدنا ابراهيم عليه السلام , و ليس أنا و الشيخ المنشاوى
...
كان يحلم بالتغيير, بمجتمع آخر بعيد عن الجهل و الضلال," الظلم و الفساد",أدرك أن عليه أن يقولها , كلمة الحق , عالية و ليس عليه ادراك
النتيجة ...فالراية يجب أن تسلم لأجيال أخرى " صبغة الله ..و من أحسن من الله صبغة" ...و لو لم يصدق ابراهيم عليه السلام ,قوله و فعله
لما استجاب الله له ووهبه اسماعيل و اسحق " و كلا جعلنا نبيا
التغيير آت أت لا محالة , و لكن من منا ابراهيم ؟ " انى جاعلك للناس اماما "..و من منا اسماعيل أو اسحق , ممن يتسلم الراية فيكون خير
خلف لخير سلف
!!
و الحق ان الفرق بين الاشتراك فى الدافع , و الارادة و الهدف , هو نفسه الاشتراك فى الحلم لكن بالقدرة على تحقيقه.أملنا أن نشترك فى
وحدة الهدف كما اشترك أباءنا فى وحدة الحلم
!!

1 comment:

يصبحك بنعيم الله said...

نايس بوست يا ساسسو...واتفق معك كلية في التفاؤل و لكنني لا أنكر قلقي من قدرتنا علي العبور الثاني نحو مستقبل أفضل لأن شكل كده ضحاياه أكتر وثمنه أكثر ايلاما من العبور الأول لأننا فيه نحارب الفساد والفاسدين من أناس يشاركونا صفة المواطنة وليسوا أعداءنا ...ربنا يستر
أول أمس أيضا سمعت عمرو خالد وكان يتحدث برضه عن نعمة الأمان الذي نعيش فيه وخطر الفتنة الذي إذا وقعت فيه أمة ....تقف عندها كل الأحلام وكل الآمال حتي يأذن الله بانفراج الفتنة . و أكد علي أن لبنان وما فيه والعراق وما تمر به ودارفور وما ألم بها ليسوا ببعيد عنا فنحن في قلب كل ذلك ....نعمة الأمان تعتبر النعمة الوحيدة المتبقية لنا سنحافظ علي هذه النعمة من ناحية ومن ناحية أخري نوحد باقي النقم