Sunday, April 27, 2008

أطروحة التغيير فى مصر

ألم يأن لهذا الوطن أن ينعم بتحقيق آمال أبناءه ؟ سؤال الاجابة عنه ليست بنعم أو لا , ليست بتحديد زمان ( متى؟), أو طريقة ( كيف؟) , فلا تدرك حتى الأن المعادلة الناجحة لتحقيق التغيير. لكن بقراءة الواقع و تحليل الشواهد نستطيع أن نتخيل أطروحة التغيير فى مصر
و الحق أننا شعب لم يعتاد على دفع الثمن, فتلك الآمال و الطموحات من حرية و عدل و ديمقراطية يبذل فى سبيلها ثمن غالى , دفعته كل الشعوب الا نحن. يدرك ذلك حكامنا على مر الزمان , مصريين كانوا أو مستعمرين
نجد أن المصرى لو اضطر لدفع أكثر مما يستطيع أن يجود به لتراجع على الفور عن آماله بل و مبادئه ...و لن يكون بأى
حال من الأحوال الثمن هو حياته , لذلك تنجح شعوب أخرى فى تغيير واقع ظالم و حياة بائسة, بدماء أولادها..و لا يوجد
..و لا يوجد ثمن أرخص من ذلك ...لا يوجد
استطاعت شعوب أن تفرض ارادتها بثورات و تضحيات تبدو بعيدة على الشعب المصرى , كالثورة البرتقالية
فى أوكرانيا مثلا ..أو الانقلابات العسكرية مثل موريتانيا.أما المصرى بطبعه يقدس الاستقرارو الأمان
.
غير أن العالم اليوم اختلف عن عالم الأمس , مما قد يعطى أملا فى التغيير
العالم اليوم, بعد ثورة الاتصالات, نستطيع أن نراه منقسما الى قسمين
:
القسم الأول ,هو الواقع بكل ما فيه من بشر و معاناة و سيطرة للحاكم
أما القسم الثانى, فهو عالم افتراضى..مماثل للواقع لكنه تحرر من قيود المجتمع و السلطة و لا يخضع لأى رادع أو مسيطر- يتمثل هذا العالم فى الانترنت- و استخدامه الكاسح عالميا و انعكاسه على الأفراد بشكل شخصى و اجتماعى و
سياسي أيضا
عندما تأتى اللحظة التى يتحد فيها العالم الافتراضى الحر بعالم الواقع يحدث " الجديد" الذى يغير ما قبله و من هنا نجد
الأمل
يأتى شباب المدونات بعد شهور و ربما أعواما من الكتابة على الانترنت التى جاءت بشكل عفوى غير منظم الى الظهور
للواقع بكتب, و توزيع ,
و حفلات للتوقيع, و لقاءات اعلامية, و ربما لم يكن أحدا منهم على استعداد للشهرة و لا ساعيا لها , بل كل ما تعلق هى
تلك المساحة من الحرية الغير محسوبة لكى يعبر كل من أراد عن نفسه, و يتواصل مع الأخرين فى العالم الافتراضى
.
أثارت"اسراء" فتاة " الفيس بوك"- كما أطلق عليها- رعب الجهات الحاكمة , المتحكمة , حيث استطاعت تلك الفتاة أن
تحدث نقطة التحول تلك بين العالم الافتراضى و الواقع بدعوتها للاضراب العام فى يوم السادس من أبريل
و هنا نجد أنفسنا أمام جيل جديد , جيل أتيحت له أدوات محكمة التقنية ليستخدمها كيفما شاء. و بطبيعة الحال , كانت البداية لهذا الجيل بداية عبثية لمحاولة اكتشاف تلك الأدوات و التمكن من استخدامها و انتشارها و الأن ربما تبدأ مرحلة
أخرى من التوجيه الواعى فى سبيل تحقيق أهداف أكثر عمقا و فاعلية
ما زال الفرد, و ربما أكثر مما كان ممكنا فى الماضى,يستطيع أن يحدث فرقا, و يأتى بالجديد, و يشكل التغيير

No comments: